بالتزامن مع يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، تمكنت أيام الهدنة الخمسة الماضية من خلق حالة هدوء في أنحاء غزة وعودة عدد كبير من المواطنين إلى بيوتهم لتفقد حجم الخسائر التي منيت بها خلال قصف تواصل لـ49 يوما دون توقف.
وسمح اتفاق الهدنة الذي تم التفاوض عليه بوساطة قطرية وبدعم من مصر والولايات المتحدة، بالإفراج حتى الآن عن 60 من المحتجزين في قطاع غزة، و180 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وأفرج كذلك عن 21 آخرين غالبيتهم من العمال الأجانب لكن خارج إطار الاتفاق.
كما أعلنت السلطات التايلاندية، أن 17 رهينة أطلق سراحهم في قطاع غزة سيعودون إلى بلادهم غدا الخميس.
وفيما ينتهي اليوم موعد الهدنة الإضافية التي تمكن الوسطاء من إقرارها لمدة يومين، تتمنى غزة وأهالي أسرى فلسطين في سجون الاحتلال وأهالي أسرى إسرائيل لدى المقاومة أن يتم تمديد الهدنة لأيام إضافية أو التوصل لوقف إطلاق كامل لإطلاق النار في القطاع الذي تم تدميره بشكل غير مسبوق.
وفي الأثناء تتواصل خلف الكواليس مداولات بين عدة أطراف بما يتعدى الهدنة وصولاً لوقف طويل للنار. علاوة على وجود مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ومدير الموساد ومدير المخابرات المصرية في الدوحة، يصل المنطقة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. ,
ورغم هذا الجحيم، فشلت إسرائيل في إخضاع “حماس”، واضطرت للتفاوض معها وعقد صفقة تشمل هدنة وتبادل أسرى، بعدما كانت ترفض علانية فكرة وقف النار والهدنة، وتتجاهل، في الأيام الأولى، الإسرائيليين المحتجزين داخل غزة، مركّزة على تدمير “حماس”، كهدف وحيد، ولاحقاً كهدف مركزي.
واليوم، كما يشير وديع عواودة في “القدس العربي، تبدو إسرائيل في مكان مختلف، ليس فقط من ناحية وقف مؤقت للحرب وتبادل أسرى، فهي تقف الآن أمام خيار بوقف طويل للنار دون تحقيق للهدف المركزي المذكور، وتشهد أحاديث حول ذلك كانت محرمة من قبل، ما يعني تطبيعاً للفكرة، وتهيئة الإسرائيليين لها، بصرف النظر إذا كانت مقصودة سلفاً أم لا.
وأعلن وزراء خارجية دول مجموعة السبع في بيان مشترك: “ندعم تمديد هذه الهدنة وأي هدنات مستقبلية في حال الضرورة، للسماح بزيادة المساعدات وتسهيل الإفراج عن جميع المحتجزين”.
وقالت قناة “كان 11″، التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، ليل الثلاثاء الأربعاء، إن لقاء الدوحة بحث صفقة جديدة بين إسرائيل وحماس يتم من خلالها إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة بما يشمل الجنود، مقابل إفراج الاحتلال. “بشكل مكثف” عن أسرى فلسطينيين يوجدون في سجونه ويتعهد بوقف دائم لإطلاق النار.
ونقل موقع “والاه” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “الصفقة الشاملة ستُناقش من قبل المستوى السياسي قريبا”.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، وعلى مدار 5 أيام، تسلمت إسرائيل 60 أسيراً من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 180 فلسطينياً من الأسرى النساء والأطفال أيضاً في سجون إسرائيل بموجب صفقة التبادل.