كتب: يونس حمزاوي
في مفاجأة من العيار الثقيل، تسعى الحكومة التركية لاقتناء منظومة صواريخ إس 400 الروسية، والتي تعتبر المنظومة الأكثر تطورا في العالم في مجال الدفاع الجوي.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن أنقرة وموسكو على وشك توقيع اتفاق لبيع تركيا منظومة صواريخ أرض جو من طراز "إس-400" الروسية.
وأضاف أردوغان لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، خلال اجتماع للحزب في البرلمان يوم 25 يوليو الماضي، "اتخذنا خطوات ووقعنا اتفاقا مع روسيا بخصوص صواريخ إس-400، وإن شاء الله سنرى صواريخ إس-400 في بلادنا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، مطلع يونيو الماضي، عن استعداد بلاده لبيع نظم صواريخ "إس 400" أرض-جو المتطورة لتركيا، وأنها بحثت الأمر مع أنقرة.
وكشف وزير الدفاع الروسي في وقت سابق، عن أنه أجرى مباحثات مع نظيره التركي بشأن حصول أنقرة على أنظمة "إس 400" الصاروخية المتطورة. وقال إن بوتين وأردوغان بحثا مسألة تزويد أنقرة بهذه الأنظمة المتطورة.
انتقاد أمريكي
من جانبها، انتقدت وزارة الدفاع الأمريكية، الاثنين 31 يوليو 2017م، خطط تركيا لشراء منظومة دفاع جوي روسية، عوضا عن الاستثمار في تكنولوجيا حلف الأطلسي.
وعبّر الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الكابتن جيف ديفيس، عن قلق البنتاغون حيال شراء تركيا التكنولوجيا الروسية؛ بسبب إمكانية عدم توافقها مع المعدات التي يستخدمها الحلف الأطلسي.
وقال ديفيس: "بشكل عام، إنه أمر جيد للحلفاء شراء معدات قابلة للتشغيل". وتابع "مع أي حليف، مع أي شريك نعمل معه، نريد منه شراء أمور والاستثمار في أشياء ستُستثمر أكثر في تحالفنا".
قدرات المنظومة
وصممت منظومة الصواريخ "إس 400" المضادة للطائرات بالأساس من أجل حماية المرافق السياسية والإدارية والاقتصادية والعسكرية المهمة من الغارات الجوية، حسب مصادر روسية.
وتعدّ هذه الصواريخ من أحدث المنظومات في العالم للدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ، فهي قادرة على تدمير الطائرات والصواريخ على مسافة 400 كم، كما أنها قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية التي تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية، على ارتفاع ثلاثين كم.
وتقول المصادر الروسية، إن هذه المنظومات الصاروخية تستطيع توجيه 72 صاروخا، وتدمير 36 هدفا في آن واحد، ويمكن نشرها خلال خمس دقائق لتكون جاهزة للعمل.
هل يمنع الناتو الصفقة؟
وكتب فيكتور موراخوفيسكي، الكولونيل المتقاعد ورئيس تحرير مجلة "أرسنال أوتيشيزتافا في": "إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وستحاول بروكسل وواشنطن منع الصفقة".
وكان موراخوفيسكي قد توقع أن "تضغط الدول من أجل مصالحها. وستبدأ القول إن S-400 لا تتوافق مع معايير التحالف. حيث حدث الشيء نفسه مع أنظمة S-300 التي زودت بها روسيا اليونان، ولكن في ذلك الوقت كانت روسيا قادرة على بيع أثينا 12 منظومة".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستحاول الضغط بنظام دفاعها الجوي باتريوت، الذي يضاهي نظام S-400 الروسي.
ولكن الكولونيل السابق يؤكد تفوق المنظومة الروسية على الأمريكية، فهي "أكثر تكلفة وأدنى من النظام الروسي في جوانب كثيرة: الوصول، وإمكانية مقارعة أهداف بالستية، والوقت اللازم لجاهزية القتال، وما إلى ذلك، ولكن لأن الولايات المتحدة وتركيا حلفاء الناتو، فإن الكونجرس سيصدر تهديدات سياسية اقتصادية".
يشار إلى أن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، قد فشل في الحصول على منظومة إس 300، رغم الإعلان عن صفقة مع روسيا في عام 2014 قدرت بـ3,5 مليارات دولار. ولا تزال منظومة الدفاع الجوي المصرية متخلفة، مقارنة بأحدث التطورات في مجال الدفاع الجوي، ولا تزال وحدات صاروخية تعمل بنظام فولجا "مداه 35 كم" حتى يومنا هذا، رغم أن الروس كانوا يستخدمون هذه المنطومة عام 1950م.
وتضم وحدات الدفاع الجوي في مصر منظومة "بتشورا"، وهي من أيام الاتحاد السوفيتي الذي سقط عام 1989م، وصواريخ سام 11 وسام 17 وسام 6 وبطاريات أستريلا السوفيتية.