انطلقت الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، في الفترة ما بين 24 يناير الجاري إلى 5 فبراير المقبل، وقال فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن الهيئة العامة للكتاب، الجهة المنظمة لمعرض الكتاب، حرمت نحو 120 دار نشر من المشاركة في الدورة السابقة دون تقديم أسباب واضحة فى ذكرى25 يناير ثورة الحرية والكرامة!
وقال مراقبون إن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة للمعرض تستمر في حرمان دور نشر بعينها من المشاركة في المعرض، بسبب سياسات النشر الخاصة بتلك الدور، والمتضاربة مع توجهات السلطة السياسية في مصر ورؤية أجهزتها الأمنية، لاسيما أن الهيئة اعتادت ألا تبدي أسبابًا للرفض الذي تكررت حالاته بشكلٍ واضح خلال السنوات الأخيرة.
ومنعت إدارة المعرض “دار المرايا للثقافة والفنون”، في 31 ديسمبر الفائت، عن المشاركة في دورة معرض الكتاب الحالية، رغم أنها تشارك سنويًا وبشكل منتظم منذ عام 2017 حتى العام 2023، بمساحة في المعرض.
وقالت الدار في بيان لها: “قررت الهيئة العامة للكتاب، دون إبداء أسباب، منع دار المرايا من المشاركة هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب. ورغم أن المرايا قامت بتسجيل اشتراكها في المواعيد المقررة، إلا أننا لم نتلق إذن الدفع لسداد إيجار الجناح الخاص بنا كما هوالحال مع باقي دور النشر؛ بل وفوجئنا بإغلاق حساب الدار على موقع المعرض. وعلى مدار الأسابيع الماضية حاول اتحاد الناشرين والعديد من أصدقاء المرايا التدخل لمعرفة أسباب الرفض وتقديم حلول لها، إلا أن هيئة الكتاب أصرت على موقفها دون تقديم أي مبررات”.
الناشر يحيى فكري – المدير التنفيذي لدار المرايا للثقافة والفنون-، قال في تصريحات صحفية إن “الدار تعرضت لضغوط متكررة من قِبل مباحث المصنفات الفنية على مدار السنوات الثماني الماضية، إذ داهمت مرتين مقر الدار وصادرت عدد من الكتب والأجهزة، مع تحرير محاضر ضد الدار؛ المرة الأولى في عام 2022، التي تعرض فكري على إثرها للاحتجاز في قسم شرطة عابدين لأكثر من 24 ساعة، والثانية في يونيوعام 2024 واحتجز وقتئذٍ أحد المساعدين الإداريين المتدربين في الدار لنحو72 ساعة”.
وأضاف، “معظم المخالفات التي يتم تسجيلها ضدنا في المحاضر تكون غير منطقية، كأن نُتهم بإصدار كتب دون أرقام إيداع أو دون تحرير عقود مع المؤلفين، أو نتهم ببيع كتب صادرة عن دور نشر أخرى، لمجرد وجود نسخة واحدة من بعض الكتب التي تصلنا كهدايا واحتفظ بها ضمن مكتبتي الشخصية، أو باستخدام برامج غير أصلية على أجهزة الكومبيوتر، كل هذا غير صحيح على الإطلاق”.
سوق النشر
يشير المدير التنفيذي لدار المرايا إلى أن سوق النشر في مصر يتعرض خلال السنوات الأخيرة لضغوط اقتصادية عنيفة بسبب تأثير ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، ما أدى لتضاعف تكاليف الإنتاج من أوراق ومستلزمات طباعة وانعكس على أسعار الكتب وانخفاض مبيعاتها، وأصبحت الكتب الأكثر خفة هي الأكثر مبيعًا لاسيما في ظل الأزمات المعيشية وتراجع الإحساس بالهوية.
وأعتبر أن قرار منع دار المرايا عن المشاركة في المعرض بمثابة إقصاء لها من السوق، لكون المعرض هو الموسم السنوي للمبيعات، كما أن 75% من إصدارات الدار تصدر قبيل المعرض.