فيديو| مرسي والمسجد الأقصى.. قضايا الشرعية التي لا تسقط بالتقادم!

- ‎فيأخبار

كتب محمد مصباح:

في وقت تتعالى فيه بعض الأصوات ووجهات النظر الداعية لمصالحة وتفاوض بأي سقف وتحت أي مظلة، مع الانقلاب العسكري، بغض النظر عن الدافع وراء تلك الدعوات، سواء أكانت يأس من أحداث التغيير وإسقاط الانقلاب العسكري، أو لصعوبة أوضاع المعتقلين الذين قاربوا على 100 ألف معتقل بسحون الانقلاب العسكري، أو رؤية لصاحبها يرى طرحها، من باب تحريك الماء الراكد في الشارع السياسي المصري، بصفته الفردية، بعيدا عن رأي الثوار على الأرض أو الأحرار في سجون الانقلاب!!

هذه الدعوات تبقى عاطفية مرتبطة بصاحبها، بعيدا عن المنطق السياسي والتاريخي للثورات، ومساراتها التي ستنتهي إلى أهدافها في النهاية بالحرية للشعب الذي ذاق ويلات الانقلاب العسكري، وبالقصاص من القتلة والجناة، وإحقاق الحق الذي قامت من أجله الثورات.

ولعل طرح تلك الآراء والدعوات، بصورة هزلية مبعثرة على منصات التواصل الاجتماعي، آثارها السلبية أكبر من أي مردود آخر.. ما يؤكد ذلك، حالة التجبر التي يعيشها الانقلاب العسكري رافضا أصوات العقل، معتمدا على دعم دولي غير مسبوق من الغرب وأمريكا ومن قبلهم الصهاينة، حيث يخدم الانقلاب العسكري مصالح الصهاينة بتفريغ سيناء من أي قوة عسكرية، بل ويهجر غالب أهاليها خارجها، عارضا حلول تنقذ الكيان الصهيوني، على حساب التراب الوطني.

وتحولت مصر في عهد السيسي لفناء خلفي لأوروبا بفتح أراضيها للمهاجرين والأسلحة الراكدة في المصانع الأوروبية، بل رهن الشركات المصرية للمستثمرين الأوروبيين بتراب الفلوس عبر البيع بالبورصة، التي غالبا ما يحكمها المضاربات لا التقييم الاقتصادي، وكذلك تتحول مصر لقاعدة للانطلاق الروسي والأمريكي نحو أهداف دولية للسيطرة على المنطقة العربية من شرقها في الشام وسوريا إلى غربها في ليبيا.

ذلك الدور المنبطح والخائن للثوابت المصرية، يلقى مردوده السياسي قائد الانقلاب العسكري الذي يتمدد في الداخل.. تلك الوضعية لا تدفع لليأس بقدر ما تعظم دوافع الصبر والإصرار على إزاحته، حتى لو كان الأمر بعيدا، وهو ما عبر عنه الكاتب الصحفي وائل قنديل، في حواره مساء الأحد، مع قناة مكملين الفضائية، مؤكدا أن القضية الفلسطينة التي يدافع عنها العرب والمسلمون وأحرار العالم منذ عدةة عقود، تتشابه تماما مع اختطاف الثورة المصرية واختطاف الرئيس محمد مرسي..

موضحا أن الوضع في فلسطين والمسجد الأقصى، حيث السيطرة الكاملة للصهاينة والضعف والتشتت للفلسطينيين، ورغم ذلك الوضع لم يتنازل أهل فلسطين عن حلمهم بتخرير المسجد الأقصى وطرد الصهاينة من الأراضي الفلسطينية، معلنين ذلك الموقف، متمسكين باأشكال المقاومة المتاحة لهم، سواء عبر النشر عن قضيتهم إعلاميا، أو بحجر في وجه الظلمة، أو بأي شكل آخر سواء وساطات أو تفاوض أو سلاح.

رافضين التنازل عن حقهم.. وهو ما يتتوافق مع الثورة المصرية أيضا، فرغم غلبة الموالين العسكرية والسياسية للانقلاب العسكري، لا ينبغي التسليم او البحث عن وسيلة لانهاء القضية باي وضع ، سواء لانقاذ المعتقلين أو لوقف نزيف السياسي في مصر.. أو غيرها من الدوافع المقدرة للثوار ومناصريهم..

وانتهى قنديل في تحليله إلى أن انتصار الثورة المصرية وكذا الفلسطينية حلم قابل التحقق قرب أو بعد.. والنجاح الحقيقي في تمسك الثوار بأهدافهم، وإدارة معركتهم باحترافية، مع العمل على التوحد والاصطفاف الوطني تحت أي مسمى، سواء كان التمسك بعودة الشرعية "الفئة الأكثر ثورية والأكثر احتراما برأي قنديل" أو من يطالب بإسقاط الانقلاب وكفى، أو من يدعو لتحقيق العدالة الاجتماعية بتوفير حياته الاقتصادية والاجتماعية.. فالكل رغباته محترمة والتوحد والاصطفاف ضد السيسي هو الضامن لنجاح الثورة.