“ليَّ الشرف أطبّل”.. بكري يتوهج في مولد الشيخ زايد

- ‎فيأخبار

كتب: سيد توكل

"نفسك تطبل ومتعرفش.. سنك كبر من غير ما تعرف ازاي تطبل.. ضميرك منعك انك تطبل.. دلوقتي مع أكاديمية بكري للتطبيل هتعرف تطبل لوحدك".. "التطبيل" تقليد تعرفه الشعوب المحكومة بالحديد والنار يقضي بأن يخرج وجه إعلامي أو سياسي للإشادة بتصرف أو قرار خاطئ ، أو التهويل في تصرف إيجابي وتحويله إلى إنجاز ضخم ، وربما الإشادة بشخصية سياسية أو عامة وإبراز محاسنها بشكل قد يتعدى مرحلة الحياد إلى مرحلة المجاملة وقد يصل لما هو أكثر.

 

هناك إعلاميون وكُتاب اعترفوا فعليًا بـ"التطبيل" بل واعتبروه وسام شرف على صدورهم .. والبعض الآخر مارسه بشكل ضمني دون أن يعترف به علناً ..  ولكنهم جميعًا عادوا بعد فترة وانتقدوا "التطبيل" وممارسوه من غيرهم .. لافتين إلى أنه يتنافى مع أخلاقيات المهنة وحق المواطنين في المعرفة.


“ليا الشرف أطبل.. موتوا بغيظكم

 

هكذا وصف نفسه النائب البرلماني والإعلامي المؤيد للانقلاب، مصطفى بكري، ولكن هذه المرة تخطى “بكري” الحدود المصرية في “التطبيل” ليصل إلي العالمية وتحديدًا منطقة الخليج، قائلًا:ً”الاحتفال بالشيخ “زايد” لا يجب أن يقتصر على دولة الإمارات فقط، نظرا لما قدمه من إسهامات في حل أزمات ومشاكل الأمة”.

 

وكان “بكرى”، كتب عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة “توتير”، اليوم “الأحد”: “إعلان الشيخ “خليفة بن زايد” اعتماد عام ٢٠١٨ عام الشيخ زايد، بمناسبة مرور ١٠٠ عام علي ميلاده، يأتي عرفانا لدوره الاستثنائي في تحقيق نهضة الإمارات العربية المتحدة ووحدتها، وتأكيدا لعطائه القومي والإنساني”.

 

وتابع: “ما قدمه الشيخ زايد رحمة الله عليه من إسهامات في حل أزمات ومشاكل الأمة، والسعي إلى دعم شعوبها يجعل من هذا الاحتفال، احتفالا قوميا، للأمة بأسرها ، ولا يجب أن يكون قاصرا فقط علي دولة الإمارات”.

 

وأضاف “بكري”: “الشيخ زايد كما هو رمز وطني إماراتي، فهو أيضاً رمز عروبي قومي، وهكذا فإن الأمة سوف تحتفل في العام القادم بمئوية رمزين قوميين، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ،وسمو الشيخ زايد بن سلطان”.

 

الأسطورة

 

من جانبها تقول الكاتبة "غادة عبد العال" أن :"الإعلام العربي تحول لإعلام تملق وتصفيق وتطبيل وتظاهر بالمعارضة وقت اللزوم عشان يهدى الغضب اللي بيحترق في الصدور، واللي بيتقن التركيز على خبر واحد عشان يحوله لعصا موسى اللي بتبتلع كل الأخبار التانية الل يممكن تتسبب في ثورة أو غضب".

 

مضيفة:"الإعلام اللي بيشتغلوا فيه ما عندهومش أي مشاكل في إنهم ينتهكوا حرمات مواطنين، يسجلوا مكالماتهم الخاصة، يسرقوا صورهم الشخصية، يتبلوا عليهم أي ابتلاء ويدمروا حياتهم فقط عشان يقدروا في الآخر ينسبوا كل ده للظروف اللي بتعاند السيد الإمبراطور والشعب المارق اللي بيعيقه عن تنفيذ مخططاته العظيمة، فتصبح أصوات هتافاتهم وطبلهم فن بديع بيحاول يستر عورات مكشوفة قدام الجميع".

 

وتابعت:"زمان عدينا بمراحل مخزية جند فيها الإعلام كل أسلحته لخداع الناس، انبطاحات أعلن إنها انتصارات وفساد أعلن إنه شفافية وسرقات تخزق عين التخين أعلن إنها أقصى درجات الشرف، لكن لا أتخيل برضه إننا وصلنا لمرحلة من الإبتذال زي اللي احنا عايشينه دلوقت".

 

موضحة:"لكن المشكلة الكبيرة إن احنا حتى فقدنا الأصوات البريئة اللي وسطنا اللي كان ممكن يخرج منهم صوت يشاور على عري السلطات والحكومات والمسئولين، فقط تحولنا لأصنام تبتلعنا دوامه من الصمت خوفا من أن تبتلعنا دوامة أخري فلا يعرف لنا طريق جرة".

 

واختتمت بالقول:"هل يا ترى لسه فيه أمل إن عري الإمبراطور– كل إمبراطور- يستفزنا فنرفع أصواتنا المعترضة ونشاور بأيادينا عليه، ويمكن وقتها ينكسف ويداري نفسه بأي حاجة ، بدون ما تداري طبل وطبالين الإعلام عليه؟  نتمني وأدينا في الانتظار".  


هذا العاهر

 

ورداً على من وصفه بـ”المطبلاتي”، قال بكري، في تصريحات سابقة، إن بعض من أسماهم بـ”الخونة”، يتهموه بـ”التطبيل”، معقبًا: “شرف لنا أن نطبل لمصر، وأن ندافع عنها، وأن نقاتل ونموت من أجلها، ولتموتوا بغيظكم أيها الخونة.. إنتوا مش ممكن تكونوا مصريين أبداً”.

 

معقبًا: “دول خونة، بيهينوا جيش مصر العظيم، أوجه نداء للنيابة العسكرية بأن تتخذ الإجراء المناسب ضد من يتطاول على قواتنا المسلحة”.

 

ولـ”بكري” تاريخ طويل في “التطبيل” ففي وقت سابق خرج في حلقة برنامجه، الذي يذاع على فضائية صدى البلد، متصنعًا التباكي على حال الوطن وحال من أسماه بـ”الرئيس السيسي”، وما يحاك ضده من مؤامرات غلاء الأسعار وغيرها من الأزمات، التي وصفها بكري بـ”المفتعلة”.

 

ومن جانبه هاجم الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بكري؛ وكتب -عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”- تحت عنوان “القواد عندما يتفانى في التطبيل، والتزمير”: “يا عديم الإنسانية والمروءة؟..مثل هذا العاهر هو من قبيل الاستثناء الذي يؤكد القاعدة: الصعيدي شهم ويتحلى بالاستقامة والمروءة”.