“طلال” يستقبل وزيرة البحث العلمي بالشورت.. السيسي يستثمر في “النخاسة”

- ‎فيأخبار

كتب- رانيا قناوي:

الذين كانوا يتوددون لنظام المخلوع حسني مبارك لنهب أراضي الدولة وأموالها، أصبح يتودد لهم نظام الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، ويرسل لهم نساءه ووزيراته في بيوتهم ويخوتهم، ليتودد إليهم، من أجل عودة استثماراتهم مرة أخرى، رغم نهب هؤلاء لأموال الوطن وأراضيه، وقيام ثورة 25 يناير ضدهم، حتى وصل الأمر لفضيحة جديدة لنظام السيسي، صورتها عدسات الكاميرات، حينما استقبل رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، ورجل الأعمال الذي كان يقضي حكما باسجن هشام طلعت مصطفى، داليا خورشيد وزيرة الاستثمار في نظام السيسي، بـ "الشورت"، في أول فضيحة بروتوكولية.

 

لم يكتف السيسي في إهانة الدولة في عام 2014 حينما صعد بالمخالفة للبروتوكول الدبلوماسي، للملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في طائرته، بمطار القاهرة، وقابله داخل الطائرة كموظف يصعد لرئيسه، ولكن أبى السيسي إلا إهانة المصريين، حينما أرسل وزيرته لرجال أعمال معروفين، ولم تكن المفاجأة في أنه أرسلها إليهم بالمخالفة للبروتوكول أيضا، حيث من المفترض أن يذهب رجال الأعمال للوزيرة المختصة، ولكن كانت المفاجأة، حينما أرسلها السيسي لهم في يختهم على البحر وهم يرتدون "الشورت"، الأمر الذي اعتبر فضيحة غير مسبوقة.


علاقة حميمية

 

وحينما صعد السيسي لطائرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ردت دبلوماسية قائد الانقلاب على لسان السفير فتحي الشاذلي، سفير مصر السابق بالسعودية، بأن تجاوز السيسي للبروتوكول، كان بمثابة ضرورة دبلوماسية للتعبير عن استعادة العلاقة الحميمة بين مصر والسعودية، مشيرا إلى أن السيسي والملك عبدالله قياديان كبيران في المنطقة.

 

وقال الشاذلي إن صعود السيسي للقاء ملك السعودية على الطائرة، يعبر عن العلاقة الحميمة، وبالتالي يعد هذا إظهار للحفاوة والاهتمام، كما أن المكان داخل الطائرة مجهز للتباحث والتشاور غير أنه إدراك من السيسي لظروف الملك الصحية ".

 

ولعله بالقياس على تبرير دبلوماسية السيسي في صعوده للملك بطائرته الخاصة، يطرح هذا السؤال نفسه في حالة وزيرة السيسي التي ذهبت لرجال الأعمال في يخوتهم واستقبلوها بالشورت، فهل كان ذهابها للوليد بن طلال وهشام طلعت يعبر أيضا عن العلاقة الحميمية بينهما، أم أنه لا يجوز ذهاب الوزيرة في هذا المشهد لأنه يمثل إهانة كبيرة للشعب المصري؟، وهل كانت ظروف طلعت مصطفى والوليد بن طلال الصحية في حاجة لذهاب وزيرة الاستثمار لهم وأن يستقبلوها بـ "الشورت"؟.

 

هشام طلعت والوليد

 

وظهر رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي، برفقة رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، شريكه في منتجع الفور سيزورن، بمنطقة «سوهو سكوير» في شرم الشيخ.

 

ويعتبر ذلك الظهور هو الأول لهشام طلعت مصطفي بعد خروجه من السجن.

 

وتجمع عدد كبير حول الوليد بن طلال، ورجل الاعمال هشام طلعت مصطفى؛ لالتقاط الصور التذكارية معهم.

 

وحصل رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى على عفو رئاسي من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من قضاء باقي مدة سجنه، في قضية مقتل الفنانة اللبنانية الراحلة سوزان تميم، بعدما قضى ثلاثة أرباع المدة.

 

وكان السيسي، أصدر قراراً جمهورياً بالعفو عن هشام طلعت مصطفى، وأحيل مصطفى للمحاكمة في سبتمبر 2008 متهماً ثانياً مع ضابط الشرطة السابق محسن السكري في قضية مقتل سوزان تميم التي قتلت طعناً في مسكنها بدبي أواخر يوليو2008.

 

وكان مصطفى يشغل منصب وكيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الذي ألغي بعد ثورة 25 يناير 2011، كما كان عضواً في المجلس الأعلى للسياسات، أهم لجنة في "الحزب الوطني الديمقراطي" الحاكم إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

وكان مصطفى قبل توجيه الاتهام إليه رئيساً لمجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى، أكبر شركة تطوير عقاري مدرجة في البورصة المصرية، وكان الحكم قد صدر على مصطفى بالإعدام ثم خفف إلى السجن 15 عاماً. كما صدر الحكم على السكري بالإعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد.

 

وتعد مدينة "مدينتي" من أكبر مشروعات هشام طلعت مصطفى بعد الرحاب، والتي حصل فيها خلال حكم المخلوع حسني مبارك على المتر بسعر لا يتجاوز النصف جنيه، وأرزمت دولة مبارك نفسها بتوصيل المرافق لهذه الأرض مجانا، والتي أصبحت فيها المتر بعشرات الآلاف، الأمر الذي حصل منه هشام طلعت مصطفى على مليارات الجنيهات.