أحمدي البنهاوي
اختارت إدارة التعليم العالي في "حكومة" الانقلاب، بديلا ربما يكون الأسوأ في التعامل مع طلاب جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، فانتقل من مساعد رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إلى أن يصبح البديل الأمني لجابر نصار، رئيس الجامعة السابق، وبدروه عبر عن اطمئنانه لامتداد المنظومة الأمنية القمعية على يد خلفه.
وكشف طلاب "الخشت" في قسم الفلسفة بآداب القاهرة عن أنه "أمنجي"، ومنهم محمد العباسي، الذي قال: "في الفترة من (2003_2007) كان الخشت "مش اخوان"، بس بيحترمهم، لكن الحقيقة أنه أمن دولة وش".
فروض الولاء
وفي مارس الماضي، جددّ محمد عثمان الخشت بيعته لأمن الدولة، بتصريحات تعريضية للانقلاب، فعنونت "فيتو" التابعة لجهات سيادية، على لسانه قائلة "أفكار ومعتقدات الإخوان أقرب للشيعة واليهود"، فقال أستاذ الفلسفة: إن "جماعة الإخوان الإرهابية محسوبة على أهل السنة، لكنها تنتهج طرق الشيعة والجماعات الباطنية".
جاء ذلك خلال ندوة شاركه فيها ثروت الخرباوي، بما يحمله من عداء لجماعة الإخوان التي سبق وانتمى إليها، في جامعة القاهرة؛ للحديث حول كتاب "قلب الإخوان" للخرباوي، فقال: إن "الشيعة يعتمدون على مبادئ الستر والتقية، والإخوان يعملون في الخفاء، مشيرا إلى أن فكرة المرشد عند الإخوان تساوي فكرة الإمام المعصوم لدى الشيعة، كما أن الشيعة يستخدمون التقية والإخوان ينافقون الحكام أحيانا".
كليات القمة
وفي أول تصريح له بعد توليه رئاسة الجامعة بالتعيين من سفيه الانقلاب السيسي، قال الدكتور محمد عثمان الخشت: إنه سيبنى على ما سبقه من إنجازات، وكأنه يردد تصريحات جابر نصار بصيغة مختلفة هدفها طمأنة مندوبي أمن الدولة والجيش الذين حضرا معه، مؤكدًا أن جابر نصار، رئيس الجامعة السابق، أنجز "الكثير من الأعمال" فى ظل أوقات صعبة- في إشارة إلى مواجهة العمل الطلابي الرافض للانقلاب- كانت تمر بها الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنه كان أحد أركان منظومة العمل التى كان على رأسها "نصار".
واعتبر أن التحدي الأول له هو مواجهة الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى، متهما الإسلاميين بأنهم بعيدون عن الإبداع والابتكار، زاعما أنه لذلك نجد أكثرهم في كليات القمة والتخصصات العلمية.
فيديو قديم
ومنذ أعلن السيسي، الثلاثاء الماضي، عن تعيين "الخشت"، بدأ مقطع فيديو يظهر من خلال التواصل الاجتماعي، لاسيما من صفحات الأقباط على الإنترنت، بعد اعتباره في التسجيل القديم على قناة "اقرأ" السعودية، أن الإسلام في نصوصه ليس دين الإرهاب، وأن التوراة وسفر يوشع والتثنية بها نصوص تحض على الإرهاب، موضحا أن احترام الحياة في الإسلام لا نظير له في كل الأديان الأخرى.
غير أن مهاجميه من الأقباط اتهموه بـ"السلفنة"، وأنه يخضع للسعودية بحكم عمله مستشارا ثقافيا في السفارة المصرية بالرياض، بل وصل الهجوم إلى اتهامه بالتحرش بطالبة سعودية.
أما الناشط اليساري والأكاديمي عمروعبدالرحمن، فكتب عبر حسابه على "الفيسبوك": "الخشت" رئيس جامعة القاهرة الجديد مش سلفي ولا متطرف ولا حاجة… ده راجل سيساوي مثالي… أتذكر سنة ١٩٩٩ أو ٢٠٠٠ أنه كان معروفا بانتمائه للحزب الوطني، وكان له علاقة بجماعات النشاط الممثلة ليه في اتحاد الطلبة.. لدرجة أنه ظهر على معرض كنا عاملينه (مجموعة من الطلاب الاشتراكيين والناصريين) بخصوص مؤتمر في شرم الشيخ قبل الانتفاضة، وانفعل علينا لأننا حاطين صورة "مهينة" لمبارك وقتها والطلبة اللي معاه قطّعوا الصورة".
وأضاف "في سنة أولى اقتصاد وعلوم سياسية كان بيدرسلنا مادة على الهامش كده مش مفهومة كانوا مسمينها "فلسفة ومنطق" مش عارف ليه… كان مقرر علينا كتابه الكوميدي المعنون "أقنعة ديكارت العقلانية تتساقط"… كان بيناقش إيمان ديكارت- المعروف والعلني والللي بيلعب دور وظيفي في منهجه- على أنه اكتشاف.. وكان بيقولنا حاجات كده شبه كلام الشيخ علي جمعة عن الخازوق المغري، وإن ديكارت كان ناقصله تكّة ويبقى مسلم وموحد بالله وأشياء من هذا القبيل… يعني خلطة أمنجية على دروشة من اللي تعجب السيسي ويقدرها… هذا الرجل هو عنوان المرحلة المهزأة اللي عايشين فيها".