كتب- حسن الإسكندراني:
بينما يحتفل الانقلاب بـ"عيد العلم" وتكريم العلماء، نرصد فيما يلى كوارث العسكر من تدنى مستوى التعليم الأساسى وخروج جامعاته من التصنيف العالمى لأفضل الجامعات.
أكاذيب العسكر
فى هذا الإطار ، واصل الانقلاب أكاذيبه، حيث زعم الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، إن هناك نخبة من الخبراء التنفيذيين المتخصصين بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، تم تكليفهم بالانتهاء من إعداد خطة تنفيذية لانقاذ وتنمية البحيرات ورصد التعديات على أراضي الدولة.
وأضاف عبدالغفار- خلال كلمته باحتفالية ما أطلق عليه "عيد العلم"، اليوم الأحد، إنه تم الاتفاق مع عدداً من الجامعات العالمية على افتتاح فروع لها بمصر.
وأشار إلى أن مصر أحتلت المركز الـ35 عالميا فى مجال الأبحاث العلمية المنشورة، لافتاً إلى أنه تم العمل على تنفيذ 4 جامعات في المدن الجديدة باستثمارات 8 مليار جنيه.
حقائق مفجعة
فى ظل حكم العسكر ،خرجت مصر من قائمة التصنيف عالميا في جودة التعليم ـ وفقا لما أعلنته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، عبر موقعها، من خلال المسح الذي تجريه كل 3 سنوات، عن جودة التعليم العالمي، حيث أسفرت نتيجة عن خروج مصر من القائمة نهائيا، بعد ما كانت في المركز القبل الأخير عالميا، في أخر تصنيف.
وحصلت سنغافورة علي المركز الأول يأتي من بعدها (اليابان، واستونيا، وفنلندا، وكندا) وأما علي المستوي العربي جاءت (الإمارات الأولى عربيا، وقطر، ولبنان والأردن والجزائر وتونس) فيما خرجت مصر من التصنيف نهائيا.
يشار إلى أن مصر كانت تحتل المركز 139 على مستوى العالم، من ضمن 140 دولة، في يناير من العام الماضي.
السيسي يتحرى الكذب
واستمرار للخداع ،قال عبدالفتاح السيسي ،أنه يؤمن بأن التكنولوجيا والعلم والانتاج هي المكونات الأساسية لعملية التنمية الشاملة، مشيراً إلى أن العلم هو أساس التكنولوجيا، والتكنولوجيا هي الركيزة الأهم للانتاج، مشدداً على أنه لا يمكن لأمة أن تطمح في مستقبل أفضل بدون العلم الحديث.
ولفت إلى أن الدستور مهد الطريق أمام شباب مصر وعلمائها فجعل العلم حقًا للجميع وكفل حرية البحث العلمي وألزم الدولة برعاية الباحثين والمخترعين، مشيراً إلى أن حجم الإنفاق على البحث والتطوير خلال ثلاث السنوات الماضية زاد من 11.8 مليار جنيه إلى 17.5 مليار جنيه.
أرقام صادمة
كما كشف مؤسسة "كواكواريلي سيموندز" (كيو إس) البحثية البريطانية، لترتيب الجامعات العالمي، عن تراجع الجامعات المصرية من شريحة الـ (501-550) إلى شريحة (551-600)، ضمن 916 جامعة شملها المقياس لعام 2016-2017.
وأظهر أحدث تقرير للمؤسسة، نشر على موقعهم، انخفاض ترتيب الجامعات المصرية الخمسة فيما يخص التأثير العالمي الذي أحدثه البحث العلمي الصادر منها لهذا العام أيضًا.
وبحسب المؤسسة البحثية البريطانية، فقد تراجعت الجامعة الأمريكية بالقاهرة للمرتبة الـ 365، بدلًا من المرتبة 345 في العام الماضي، وتراجعت جامعة القاهرة من شريحة الـ 501-550 إلى شريحة 551-600، بينما بقيت جامعات عين شمس والإسكندرية في شريحة ما بعد الـ 700 منذ العام الماضي، وحلت جامعة الأزهر في الشريحة نفسها بعد انضمامها للتقييم هذا العام.
التصنيف العالمي
فمأساة التعليم في عهد الانقلاب كشفها بجلاء تقرير التنافسية العالمية الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي سنويا حول أهمية الابتكار وقوة البيئات المؤسسية، والذي تراجع خلاله التعليم في دولة العسكر إلى المرتبة رقم 141 لتقبع في قاع لائحة الترتيب.
تقرير تنافسية التعليم فضح تراجع منظومة التعليم في عهد السيسي في ظل ضعف الميزانية المخصصة، وصرف ما يقرب من 90% منها على الأجور، فيما اعتبرت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد أن التقرير ظلم مصر وذلك لوضعه مجموعة من المعايير لا تلائم الواقع المصري، خاصة أن محور التقييم الذي نتج عنه هذا الترتيب.
ويتم التقييم وفقا لعدة عناصر رئيسية، البنية الأساسية، والتحتية للمؤسسات، ومعززات الكفاءة والتدريب، والسوق الحر، والتسويق المالي، وحجم السوق، والاستعداد التكنولوجي، والإبداع، وعوامل التطور من خلال التعاون بين الصناعة ومؤسسات البحث العلمي.
الدكتور كمال مغيث -الخبير التربوي- شدد على أنه يتعين على المجتمع المصري، أن يعترف بأن وضع التعليم المصري هو الأسوأ في العالم، خاصة أن الاعتراف يأتي كنتيجة طبيعية لاكتشاف أن مجموعة من الطلاب في مراحل تعليمية متقدمة لا يجيدون القراءة والكتابة، موضحا أن العالم لم يعد يعترف، بأي نظام تعليمي يكلف الطالب ما يعادل 2500 جنيه بأقل التقديرات، أو بناء منظومة تعليمية سليمة على معلم يتقاضى أجر لا يتجاوز الـ300 جنيه أو 500 جنيه، مشددا على أن تلك جميعها عوامل تؤدى إلى وجود مصر بالترتيب الأخير بجدارة.
وأكد مغيث فى تصريحات صحفية مؤخرا، أن الهيئة القومية لم تقدم جديدا للتعليم المصري، ومصر في حاجة إلى تعليم حقيقي على أساس تربوي وعلمي سليم يعبر بالبلاد النفق المظلم، الذي استقرت فيه منذ فترا، لافتا إلى أن 26 ألف مبنى مدرسي يطبق به نظام الفترتين، أي ما يعادل 90% من المدارس، خاصة في محافظات “القاهرة، والجيزة، والمنيا، والإسكندرية”، فيما تكفل المعايير الدولية للطفل الحق في مساحة 1.6 متر بالفصل الدراسي.
مذبحة الجامعات
وفى إطار إنجازات السيسي في تطوير التعليم، تعرض 218 عضوا بهيئة التدريس في 26 جامعة حكومية وخاصة ومراكز أبحاث مصرية لإجراءات تعسفية منذ الانقلاب العسكري الفاشي في 3 يوليو، تنوعت بين مقتل 8، واعتقال 181 وفصل 8 ومطاردة 25 أستاذا جامعيا تحت ذريعة الانتماء السياسي ومزاعم التحريض على العنف وغيرها من الهزليات التي ابتدعتها عقليات البيادة، وفقا للعدد الذي حصرته "حركة جامعة مستقلة" لخيرة علماء ومفكري مصر.