كتبت- رانيا قناوي:
لا يكف قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي عن محاربة كل معارض له، أو رافض لنفاقه ودعم انقلابه الدموي، ومن بينهم اللاعب الدولي المعروف محمد أبو تريكة الذي منعه عن أمواله، وأمر بمصادرتها عقابًا له على رفضه تقديم القرابين مثل غيره، وكان أخر قرارات عقابه التي تكشف فاشية السيسي وصغر حجم عقله، ما كشفته وسائل إعلام مصرية قريبة الصلة بحكومة الانقلاب عن صدور أوامر شفهية عُليا تمنع التلفزيون الرسمي المصري من عرض أهداف نجم المنتخب المصري ونادي الأهلي السابق، محمد أبوتريكة.
ونقلت وسائل الإعلام عن أن "جهات مسؤولة أصدرت تعليمات سرية غير مكتوبة تقضي بعدم عرض أهداف نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق محمد أبوتريكة، في قنوات التلفزيون المصري، بسبب مواقفه السياسية المعلنة".
ونقلت "القدس العربي" عن مصادر مطلعة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري "ماسبيرو"، إن "هناك قرارات كثيرة من قبيل منع من الظهور ومنع إذاعة حلقات بعينها واستضافة شخصيات محددة، لكنها تكون قرارات غير معلنة ولا تنشر في أروقة المبنى".
وأوضحت المصادر أن "إصرار أبوتريكة على البقاء في قطر، التي قطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية معها مؤخراً، سبب آخر دفع المسؤولين لاتخاذ مثل هذه الإجراءات"، مشيرة إلى أن القرار مُطبق منذ فترة. وكانت لجنة حكومية معنية بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين التي تم حظرها وتصنيفها إرهابية في مصر في ديسمبر 2013، قررت في مايو 2015 التحفظ على أموال أبوتريكة، ثم تم مؤخراً إدراج اسم اللاعب الدولي السابق على قوائم الإرهاب.
فتش عن إسرائيل
وكشفت تقارير إعلامية منذ أيام أن أبوتريكة رفض الخضوع للكشف الطبي عندما كان لاعباً بالمنتخب الوطني، بسبب الجنسية "الإسرائيلية" للطبيب الذي كان يُجري الكشف، وذلك عندما سافر المنتخب المصري إلى زيمبابوي عام 2013، للعب مع المنتخب الإفريقي، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014.
وهو ما يفسر حالة الانتقام التي أصبح عليها السيسي من اللاعب، خاصة وأن السيسي له مواقف أخرى مع لإإسرائيل حينما رفع قميص التعاطف مع غزة، في الوقت الذي يعد هناك لاعبون معروفون بمواقفهم الرافضة للانقلاب، ولم يفعل معهم السيسي مثلما فعل مع أبو تريكة.
وأوضحت المصادر أن مسؤولي البعثة المصرية وقتها تواصلوا مع نظرائهم في الاتحاد الإفريقي واتفقوا معهم بأن يخضع أبوتريكة للكشف على يد طبيب آخر.
وأبدت القناة السابعة الإسرائيلية "عاروتس شيفع" الناطقة بلسان جمهور المتدينين اليهود"شماتة " كبيرة في إصدار محكمة الجنايات المصرية حكما بإدراج اللاعب الدولي السابق محمد أبو تريكة في قوائم الإرهابيين لمدة 3 سنوات.
وقالت القناة في تقرير نشره موقعها الإلكتروني بعنوان "لاعب الكرة المصري.. إرهابي رسميًا": محمد أبو تريكة واحد من أعظم لاعبي كرة القدم في مصر. المهاجم المصري المعروف الذي سجل 38 هدفًا في 100 مباراة دولية، كثيرا ما أثار عواصف سياسية حين لم يخجل من الإعلان عن دعمه لجماعة الإخوان المسلمين، التي حظرت بعد سقوط محمد مرسي في 2013”.
وأضافت "في الماضي احتفل أبو تريكة بهدف سجله في بطورة كأس الأمم الإفريقية 2008، بالكشف عن قميص مكتوب عليه "تعاطفًا مع غزة"، ليصبح بذلك بطلاً قوميًا، ليس فقط بسبب الهدف، بل بسبب اتحاذ الموقف السياسي".
وتابعت السابعة الإسرائيلية "قررت السلطات في مصر مؤخرا إدراج اللاعب المعتزل في قائمة الإرهابيين في البلاد، في الوقت الذي يعمل فيه محللا لبطولة إفريقيا لكرة القدم التي تجري هذه الأيام في الجابون".
وتوقعت “حال عودة أبو تريكة إلى مصر، يمكن أن يزج به إلى السجن على الفور".
وذكرت القناة أن السلطات صادرت قبل أقل من عام ممتلكات أبو تريكة، عندما قررت مصادرة ممتلكات شركة "أصحاب تورز" التي أسسها، بدعوى أنها تعمل على تجهيز البنى التحتية للإرهاب في البلاد.
وختمت بالقول "من الفوز ببطولة إفريقيا عام 2006 و2008، بما في ذلك إحراز هدف الفوز في المباراة النهائية، إلى قائمة الإرهاب".
كانت محكمة جنايات القاهرة قد أدرجت قبل يومين محمد أبو تريكة ضمن قوائم المنظمات والشخصيات "الإرهابية"، وتتهم السلطات اللاعب السابق بالمساهمة في تمويل جماعة الإخوان المسلمين. وينص قانون لمكافحة الإرهاب أقرته السلطات المصرية في 2015، على فرض عقوبات على الأشخاص المدرجين على قوائم الإرهاب تشمل منعهم من مغادرة البلاد، ومصادرة جوازات سفرهم وتجميد أصولهم المالية.