كتب- أحمدي البنهاوي:
رجح الباحث محمود جمال المتخصص في الشأن العسكري، أن يكون الهدف من إنشاء قاعد محمد نجيب العسكرية، أن تكون قاعدة أجنبية بالأساس علي أرض مصرية، يمكن أن يكون بداية تعزيز وجود القواعد العسكرية الأجنبية على الأرض المصرية بشكل معلن، لاستغلالها في حسم بعض الصراعات في المنطقة، في إطار الدور الوظيفي للمؤسسة العسكرية المصرية في الاستراتيجيات الدولية والإقليمية في هذه المرحلة.
ونشر "جمال" خلاصته في دراسة له بعنوان "قاعدة نجيب العسكرية: الأهداف الخفية"، وربط جمال بين قاعدة محمد نجيب بالمنطقة الشمالية العسكرية، وقاعدة براني بالمنطقة الغربية، والفرقتين الرابعة مدرعة بالجيش الثالث "السويس"، والفرقة السابعة مشاه ميكانيكي بالجيش الثاني الميداني.
كما بحث "جمال" في الدلالات والتفسيرات حول تواجد القواعد العسكرية بذلك الشكل وفي ذلك الوقت داخل الأراضي المصرية، وحدد 7 تفسيرات.
قواعد أجنبية
ورجح الباحث أن تكون القاعدة جزء من قواعد عسكرية أجنبية علي أرض مصرية، وبحسب صحيفة "ازفيستيا" الروسية، في 10 أكتوبر 2016م، أن روسيا أجرت محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني، غرب ساحل البحر المتوسط، وأنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد السوفيتي كانت له قاعدة بحرية في مدينة سيدي براني المصرية حتى عام 1972، وكان يستغلها لمراقبة السفن الحربية الأمريكية.
وكشفت صحيفة بيلد الألمانية أن روسيا تحاول التواجد في منطقة الشرق الأوسط، كما هو الحال في طرطوس بسوريا، وأضافت أن روسيا عرضت علي مصر تأجير قاعدة محمد نجيب العسكرية وجاء ذلك عقب تدريبات "حماة الصداقة" التي أجريت في 2016 بين مصر وروسيا في قاعدة محمد نجيب، والتي يقول البعض ان القوات الروسية التي نفذت التدريب لم تغادر مصر الي الآن.
دعم حفتر
وفسر مراقبون حضور محمد بن زايد وخليفة حفتر حفل افتتاح "قاعدتي محمد نجيب وبراني" بجوار السيسي له دلالات قاطعه تفيد بأن القاعدتين العسكريين جاءت لدعم مليشيات "حفتر" التي تحرز تقدما، بفضل الدعم المصري الإماراتي.
تحول استراتيجي
وفسروا ثالثا أن تكون القاعدة تعبيرا عن انتقال عمل الجيش المصري من منطقه جنوب القناة الي الحدود الغربية، فعند افتتاح السيسي وحلفائه العرب لقاعدة محمد نجيب الجوية انتشرت صور الميدان العسكري أمامهم لتظهر عدد الدبابات M1A1 Abrams "وهي دبابة القتال الرئيسية في الجيش المصري"، وأظهرت الصورة حوالي 7 صفوف في كل صف يوجد 20 دبابة بمجموع 140 دبابة.
وتريخيا لدى الجيش ٥ فرق مدرعة قوتها حوالي ١٢٥٠ دبابة من ذات النوع، ولديها تشكيلات أخرى من دبابات قديمة مثل "ال تي ٦٢ الروسية" وباتون الأمريكية القديمة، وهي دبابات ذات تدريع قديم، وبالتالي لن تصمد طويلا أمام عدو متفوق جويا يمتلك أباتشي وصواريخ جو أرض متفوقة.
لذلك رأى البعض أن ظهور فرقة كاملة في الحمام بقوتها كاملة دون مناورات معناه أن الفرقة ٩ مدرعات تم نقلها من طريق السويس القاهرة إلى منطقه الحمام.
التدخل السريع
وكان التفسير الرابع هو تمكين قوات التدخل السريع في داخل المحافظات، وهوكا كشف عنه فيلم الشئون المعنوية "قاعدة محمد نجيب العسكرية" في وصف أهداف القاعدة، مع وعد بإعادة تمركز الوحدات العسكرية للمنطقة الشمالية في موقعها الجديد بمنطقة الحمام وأنها ستصبح وسيلة مثالية للحد من التكدسات المرورية داخل الإسكندرية.
وأشار إلى أن تلك القوات أنشأها السيسي استغلالاً لأحداث 11 نوفمبر 2016م، و"ثورة الغلابة"، على حساب قوات الجيوش والمناطق العسكرية، وأن خوفه ليس من التظاهرات أكثر من استغلال مجموعة داخل الجيش لها لإحداث تغيرات تأتي على حسابه، ونسب "محمود جمال" إلى مصادر مطلعة وقتها بأن الاجتماع الذي قام به السيسي بالمجلس العسكري المصري في 05 أكتوبر 2016م، قد شهد حالة من الانقسام داخل المجلس بسبب سياسة السيسي في إدارة وحكم البلاد، ورأي البعض داخل المجلس بأن علي السيسي عدم الترشح لفترة رئاسية مقبلة، وهذا ما رفضه السيسي بشكل قاطع.
رسالة لقطر
وأضاف أن أحد التفسيرات أن تكون القاعدة رسالة إلى دولة قطر، لاسيما بعد استعراض فيلم تسجيلي أثناء الاحتفال عن التدريبات المشتركة بين مصر والدول العربية التي استضافها، مع السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن، وأن الاستعراض أراد به السيسي إظهار هذا التقارب ردا على التحالف العسكري بين تركيا وقطر.
صفقة القرن
وعلاوة على توجيه رسالة داخلية تخص الأمن القومي المصري، إلى أن رسالة صفقة القرن كانت الأعلى، حيث رأى البعض أن نقل الفرقة 9 مدرعة –التي شاركت في اقتحام قناة السويس – من مقرها شرقا إلى إلى المنطقة الشمالية، تم بتنسيق مصري مع الكيان الصهيوني وأن ذلك يُعد تغيراً جوهرياً في عقيدة الجيش التي كانت تري ان الكيان الصهيوني هو العدو الأساسي.