كتب- يونس حمزاوي:
الطلاق الذي يطالب به عدد من الأقباط يسبب صداعًا في رأس البابا تواضروس الثاني، لا سيما وأن الأقباط المتضررين من قوانين الأحوال الشخصية يستعدون لتنظيم أول حفل "طلاق مسيحي" في مصر، مساء السبت المقبل، بالنادى السويسرى بالقاهرة.
من جانبها تجاهلت الكنيسة الأرثوذكسية الدعوات الخاصة بالحفل، معلنة الاستمرار فى عقد كورسات المشورة الأسرية للمقبلين على الزواج تنفيذاً لقرارات المجمع المقدس للكنيسة برئاسة البابا تواضروس، وجعل تلك الكورسات إجبارية اعتباراً من الشهر الماضى لإتمام الزواج الكنسى «الإكليل».
بعض الحركات القبطية المطالبة بالطلاق والزواج الثانى اتهمت ما أسمتها بـ«مافيا» شهادات تغيير الملة بالوقوف وراء تنظيم الحفل، بينما تجاهلت الكنيسة الدعوة وأعلنت استمرارها فى تقديم كورسات المشورة الأسرية للمقبلين على الزواج.
احتجاجًا على تجاهل الكنيسة
وقال أيمن عطية، المحامى القبطى المتخصص فى الأحوال الشخصية وأحد الداعين لتنظيم «حفل الطلاق، إن الحفل مجرد احتجاج تعبيرى على تراخى الكنيسة فى حل الأزمة والمطالبة بإقرار قانون مدنى من الدولة يضمن الزواج والطلاق بعيداً عن الكنيسة، واصفاً الحدث بأنه «احتفال عادى لناس سعيدة بالخلاص من زواج فاشل وكابوس حقيقى».
وأضاف «عطية» في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء 2 أغسطس 2017 أن الحفل سيحضره بعض رجال الدين المسيحى وبعض أعضاء رابطة «فرصة تانية»، والمهتمين بالشأن القبطى فيما يخص الأحوال الشخصية، و20 حالة تم طلاقهم لأسباب مختلفة وبعضهم تزوج للمرة الثانية، بعد رحلة طويلة فى ساحات المحاكم، بجانب شخصيات عامة متضامنة مع المتضررين.
وأشار إلى أن عدد الحضور فى الحفل لن يزيد على 100 فرد، لذا قرر المنظمون أن يكون حضور الحفل بدعوة شخصية، لافتاً إلى تخوفه من تسلل بعض المندسين وسط الحفل لإفساده، ونافياً هجوم بعض الحركات القبطية المطالبة بالطلاق والزواج الثانى للأقباط على الحفل ووصفه بأنه «شو» لمافيا شهادات تغيير الملة، لأن الحفل هدفه القضاء على مافيا تغيير الملة من خلال إقرار قانون عادل للأحوال الشخصية أو قانون مدنى.
من جانبه، هاجم هانى عزت، مؤسس حركة «منكوبى الأقباط» المطالبة بالطلاق والزواج الثانى، الحفل واصفاً إياه بالـ«شو الإعلامى» لمافيا تغيير الملة لاستقطاب المتضررين ورفع قضايا الطلاق.
"الحق في الحياة" تتضامن
من جانبها، أعلنت حركة الحق فى الحياة، القبطية المطالبة بالطلاق والزواج الثاني للأقباط، تضامنها مع متضررو الأحوال الشخصية الأقباط الذين أعلنوا تنظيم أول حفل طلاق مسيحي في مصر السبت المقبل بالنادي السويسري بالقاهرة.
وقال أشرف أنيس، مؤسس الحركة، في بيان له، إن الحفل هو فرصة لتسليط الضوء على معاناة الأقباط مع قوانين الأحوال
الشخصية في مصر، والاحتفال مع اصحاب مشاكل الاحوال الشخصية للمسيحين الذين حصلوا على احكام قضائية بالطلاق، بعد سنوات من المعاناة في أروقة المحاكم دون أن يلتفت إليهم أحد.
وأضاف أنيس، أن الحفل الذي تنظمه رابطة "فرصة تانية" القبطية للأحوال الشخصية والمحامي القبطي أيمن عطية، هو صرخة من اجل أن يعرف الجميع كمية المعاناة التي يجدها القبطي في مصر بسبب عدم وجود قانون للاحوال الشخصية المسيحية يتيح للفرد ان يعيش حياة كريمة فى وطنة، رغم ان الدستور كفل لة ذلك.
وتابع أنيس: "نتنمنى أن يجدوا هؤلاء الذين حصلوا على احكام طلاق طرق قانونية للارتباط مرة اخرى اذا تعسفت معهم المؤسسة الكنسية فى عدم استخراج تصاريح زواج مرة أخرى".