كتب: يونس حمزاوي
بفضل 3 أسباب مشينة احتل عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، في 3 يوليو 2013م، على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، رقم 44 في قائمة الأقوى تأثيرا في العالم، والتى تصدرها الرئيس الروسي فلادمير بوتين؛ بفضل مجازره البشعة في سوريا.
ولخصت مجلة "فوربس"، في عددها الأخيرة، العوامل الأساسية وراء اختيار السيسي بأنه «صديق للإصلاح الاقتصادي وعدو للحريات المدنية، يراه الغرب قوةَ اعتدال واستقرار اقتصادي بالمنطقة».
وتُقيِّم مجلة فوربس الشخصيات على معايير مثل السلطة والنفوذ والتأثير على الناس، والموارد المالية التي يتحكم فيها المرشح، والاستخدام النشيط للقوة والسلطة.
وجاء أبرز العوامل أنه قدم خدمات جليلة لإسرائيل ما كانت تحلم بها، إضافة إلى نفوذه القوى وهيمنته على الوضع السياسي والاقتصادي، ودعم استبداد بشار وغيره في العالم، وسحق معارضيه بصورة وحشية.
يشبه مجنون كوريا الشمالية
وكان لافتا أن قائد الانقلاب جاء خلف الرئيس الكوري "كيم غونغ أون" الثلاثيني العمر، والشهير بمجنون كوريا الشمالية، والذي اعتبرت "فوربس" قوته ممثلةً في أنه "القائد الكوري الأعلى الذي يملك سيطرة كاملة على أرواح 25 مليون شخص، يعيشون في دولته المنعزلة المهترئة!".
"فوربس" أشارت إلى مسخرة حصول السيسي على 97% من الأصوات في مسرحية انتخابات الرئاسة عام 2014، وبعد أن «أطاح الجيش بالرئيس المصري محمد مرسي» في إشارة صريحة إلى الانقلاب العسكري، منوهة إلى أنه برر انقلابه على مرسي بأنه «لم يحقق أهداف الشعب».
وتقول الصحيفة إنه "من حيث السلطة والنفوذ يبسط السيسي سلطته على عشرات الملايين من المصريين، تماما مثلما يفعل زميله كيم الكوري، لا يهم كثيرا في التصنيف ما يفعلانه لصالح الناس، فقد يكون التأثير نابعا مما يفعلانه بالناس، حتى لو كان تنكيلا وتشريدا".
وتضيف "فوربس" أن "السيسي يستخدم قوة جيشه وشرطته ليرفع الأسعار بشكل أصبح يوميا، ومن يعترض يواجه اتهامات جاهزة بالإرهاب والخيانة والعمالة والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، حتى لو كان علمانيا معروفا أو مسيحيا متدينا".
هيمنة السيسي والجيش على الاقتصاد
والسبب الثاني لاختيار السيسي في القائمة، أنه "كذلك تأتي سيطرته على الموارد المالية؛ فقد أسند اقتصاد البلد للمؤسسة التي هو من كبار مديريها وشركائها، وهي المؤسسة العسكرية".
وتضيف المجلة الأمريكية أن هذه المؤسسة نجحت في فعل ما لم يقع خلال ثلاثين سنة، بشهادة عدد من الاقتصاديين؛ فنمو البطالة والتضخم وأعداد الفقراء المتزايدة وارتفاع الدين المحلي والخارجي كلها أشياء حولت كثيرا من أبناء الشعب على يد تلك المؤسسة إلى مجموعة من المتسوّلين الذين يقفون لتلقي المعونة من عربات تحمل شعار القوات المسلحة" بحسب المجلة.
قدم خدمات جليلة للكيان الصهيوني
ولعل أبرز العوامل هو الخدمات الجليلة التي قدمها السيسي للكيان الصهيوني، فمن ناحية الاستخدام النشيط للقوة، فالسيسي لم يتردد في إرسال قوات من جيشه للمشاركة في الحرب في عدة أماكن بالمنطقة، ولم يتردد أيضا في اكتساح مناطق المدنيين بسيناء، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود الشرقية لمصر، وتهجير أهل القرى الحدودية، ونسف منازلهم ومساجدهم، وإغراق أنفاق غزة التي كانت تعد شريان حياة للفلسطينيين، وبابَ ربح ضخم للمصريين أيضا، حسب الصحيفة.
كل ذلك "مثّل خدمات جليلة للكيان الصهيوني، وهي خدمات ما كان يحلم بها الإسرائيليون أنفسهم، كما حول السيسي جهاز الإعلام المصري إلى فرع للشؤون المعنوية للقوات المسلحة، والتي تعطي التعليمات يوميا بكيفية معالجة الأخبار وتوجيه الرأي العام"، بحسب فوربس.