أحمدي البنهاوي
تناقضت روايتان بشأن تحطم طائرة "مصر للطيران" أثناء قيامها برحلة من باريس إلى القاهرة، في مايو الماضي، الأولى تخص لجنة تحقيق مصرية تثبت وجود آثار مواد متفجرة على الرفات الخاص بضحايا الطائرة، بحسب ما جاء في "تقرير الطب الشرعي" في مصر.
بالمقابل، أكدت "هيئة سلامة الطيران الفرنسي"، مساء اليوم الخميس، أنه لا يمكن استخلاص نتائج في شأن أسباب تحطم طائرة "مصر للطيران". وقالت ناطقة باسم الهيئة: "في غياب معلومات تفصيلية عن الظروف التي تم فيها أخذ العينات (من رفات الضحايا) والإجراءات التي أدت إلى اكتشاف آثار متفجرات، فإن هيئة سلامة الطيران تعتبر أنه لا يمكن في هذه المرحلة استخلاص أي نتائج حول سبب الحادث!.
تراجع للانقلابيين
ويعد الإعلان عن العثور على آثار مواد متفجرة على رفات ضحايا الطائرة تطورا غير متوقع؛ إذ كانت فرضيات الهجوم الإرهابي التي رجحتها السلطات المصرية في بادئ الأمر قد تراجعت كثيرا فيما بعد لمصلحة فرضية الحادث التقني.
وأكدت اللجنة- في بيان لها- أن "الإدارة المركزية للحوادث تلقت تقارير الطب الشرعي في جمهورية مصر العربية في شأن جثامين ضحايا الطائرة، وتضمنت الإشارة إلى العثور على آثار مواد متفجرة في بعض الرفات البشرية الخاصة بضحايا الحادث"، الذي أسفر عن مقتل 66 شخصا، أغلبهم من المصريين.
وأكد بيان لجنة التحقيق الفنية أنها قررت "إحالة الأمر على النيابة العامة المصرية"، بعد أن تبين لها "وجود شبهة جنائية" في واقعة سقوط الطائرة.
وتحطمت طائرة "آيرباص أي 320"، وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة، في 19 مايو الماضي، أثناء تحليقها بين جزيرة كريت اليونانية وساحل مصر الشمالي، وعلى متنها 66 راكبا، بينهم 40 مصريا و15 فرنسيا، بعدما اختفت عن شاشات الرادار لسبب لا يزال مجهولا.
واختفت الطائرة من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 11 كم، بُعيد دخولها المجال الجوي المصري. وقبيل اختفائها ولمدة دقيقتين، أصدر نظام البث التلقائي إشارات من الطائرة توضح أنه تم تشغيل عشرة أجهزة إنذار على متنها. ووفق الإشارات الصادرة من نظام البث التلقائي، فإن دخانا تصاعد في قمرة قيادة الطائرة وفي أحد الحمامات، وكذلك أسفل قمرة القيادة.
وكانت لجنة التحقيق المصرية، التي يعاونها محققون فرنسيون من هيئة السلامة الجوية الفرنسية، وخبراء من شركة آيرباص، أكدت في وقت سابق أن الطائرة انعطفت 90 درجة إلى اليسار ثم التفت حول نفسها 360 درجة باتجاه اليمين قبل أن تبدأ سقوطها على الأرجح.
وعثرت قوات البحث الخاصة بالسلطات الفرنسية على الصندوقين الأسودين لهذه الطائرة بعد أسابيع من تحطمها. ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن إسقاط طائرة مصر للطيران.
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية: إن وزارة الخارجية المصرية أبلغت وزارته بتقرير للجنة التحقيق التي شكلت في أعقاب حادث الطائرة". وأضاف أن "التحقيق سيستمر من أجل تحديد الأسباب الدقيقة لاختفاء هذه الرحلة".
وتابع "فرنسا تبقى كما كانت منذ وقوع هذا الحادث المأسوي، تحت تصرف السلطات المصرية المعنية للمساهمة في هذا التحقيق من خلال خبرائها». وأكد الناطق أن فرنسا تأمل، بعد إحالة هذا التقرير إلى النيابة العامة، أن يتم «تسليم جثامين الضحايا في أسرع وقت ممكن إلى ذويهم.
ضربة للسياحة
وقبل أشهر من سقوط طائرة مصر للطيران، تلقت السياحة في مصر ضربة قاسية، في أكتوبر 2015، عقب تحطم طائرة شارتر روسية بُعيد إقلاعها من شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها وعددهم 224 شخصا.