بدأ الألاف من عمال النظافة بمختلف أنحاء الجمهورية ثورة لتصحيح أوضاعهم الاجتماعية والمطالبة بمساواتهم بباقي العاملين في أجهزة الدولة المختلفة في الأجور، وشمولهم ضمن قرار الحد الأدنى للأجور، مؤكدين أن دورهم داخل المجتمع لا يقل عن أي عامل آخر بالقطاعات المختلفة، بل إنهم يواجهون الأمراض والأوبئة خلال تعاملهم مع المخلفات والقمامة.
كانت آخر حلقات هذه الثورة محاصرة المئات، منهم مقر مجلس الوزراء بشارع القصر العيني، بعد قرار عمال النظافة العاملين بالمجمع السكنى بمحافظة القاهرة، الأربعاء الماضي تنظيم تظاهرة للمطالبة بإقالة وزيرة البيئة فى حكومة الانقلاب.
بعد قرارها بنقل اختصاصات الهيئة العامة للنظافة وتجميل القاهرة إلى رؤساء الأحياء بقرار وزاري، ونقل أعمال جامعي القمامة بالمنطقة إلى جمعيات خاصة.
وفي حي شرق وغرب شبرا الخيمة، دخل عمال النظافة إضرابا عن العمل احتجاجا على عدم تعيين الدفعة الأولى على درجات دائمة، ونقل الدفعة الثانية (الـ50% المتبقية) على الباب الأول، وتعسف القائمين على النظافة بالمحافظة تجاههم، مؤكدين أنهم لا يأخذون حقوقهم المشروعة كالحوافز والبدلات التي يتم صرفها لمسئولي الحى والأموال التي تدخل للأحياء من قبل شركات النظافة.
ولم تسلم محافظة المنوفية من ثورة عمال النظافة، فتظاهر العشرات منهم أمام الديوان العام للمحافظة، للمطالبة بالحد الأدنى للمرتبات، وضرورة تطبيقه من أجل مواجهة عناء الحياة، في الوقت الذي يعمل فيه العشرات منهم داخل الجهاز ولم يتعدَّ راتبه الـ 500 جنيه، مطالبين بضرورة مساواتهم بباقي العاملين بالدولة، وهددوا بالدخول في الإضراب التام عن العمل.
وتراكمت القمامة بمحافظة أسيوط بعد إضراب عمال النظافة بدائرتي حي شرق وغرب أسيوط عن العمل، احتجاجا على تدني رواتبهم وعدم تثبيتهم لفترة تزيد على ١٧ عاما، مما أدى إلى تراكم القمامة على مدار الأيام الماضية في شوارع وميادين المحافظة الرئيسية.
ووسط تلال القمامة التي تملأ شوارع المحلة الكبرى، استمر العشرات من عمال النظافة بالمدينة في إضرابهم عن العمل وقرروا الاعتصام أمام مجلس المدينة للمطالبة بالتثبيت، ورفع الأجور بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن رواتبهم لا تتعدى 400 جنيه.
أما محافظة بورسعيد فشهدت تظاهرات مختلفة لعمال النظافة وتجمع العشرات منهم أمام جراج الحي، وذلك اعتراضا على إنهاء أعمال شركتهم دون سابق إنذار، كما اعترضوا على تعاقد الحي مع نقابة عمال الزراعة بمحافظة الشرقية لرفع مخلفات القمامة بنصف المحافظة، وإجبار العمال على التعامل مع النقابة من الباطن وخصمها 13% من كل عامل بحجة التأمين على العمال وهو ما لم يحدث من بداية الأعمال وحتى تاريخه.
وفي مدينة دمنهور، نظم المئات من العاملين بمشروع النظافة بمجالس مدن "دمنهور، وإيتاى البارود، وكفر الدوار" التابعة لمحافظة البحيرة وقفات احتجاجية أمام مبنى هندسة السيارات التابع للمجلس بمنطقة شبرا بدمنهور وأمام مجالس المدن بإيتاي البارود وكفر الدوار للمطالبة بإدراجهم ضمن منظومة الحد الأدنى للأجور، وتثبيتهم، في الوقت الذي يُعاني العشرات منهم للأمراض المزمنة والعدوى من جراء نقلهم وتعاملهم مع المخلفات والنفايات.
كما واصل عمال النظافة بكفر الشيخ، إضرابهم عن العمل لليوم الثاني على التوالي، في معظم الوحدات المحلية بالقرى الكبرى، للمطالبة بالتثبيت، أو ضمهم للحد الأدنى للأجور المقدر بـ "1200" جنيه.